ظهر رئيس النظام السوري بشار الأسد في آخر مقابلاته مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية أشبه بطالب يتلقى التوبيخ والتعنيف من معلمه.
وفي مقطع فيديو لجزء من مقابلة مع "صحافية" روسية، تكلمت الصحافية بنبرة عنيفة وحادة واستهجان شديد حول سبب وجود شباب في الشوارع بمدينة دمشق وعدم وجودهم على الجبهة "عندما أكون في دمشق وأرى الشباب في المقاهي منذ الصباح أسأل نفسي "من هؤلاء الشباب؟ ولماذا ليسوا على الجبهة، فيقولون لي: إنهم طلاب، بعدها أرى مراكز اللياقة الجسدية مليئة بالشباب المفتولي العضلات، ماذا يفعلون هنا؟ أرسلوهم إلى الجبهة".
وتتابع الصحافية توبيخها لرئيس النظام "لا أفهم لماذا لم تقوموا بتعبئة عامة للجيش مثلما فعلنا نحن في الحرب الوطنية، عندما كانت لدينا حرب كبيرة أرسلنا كل الرجال إلى الجبهة".
وجاء رد الأسد متلعثماً قليلاً وطويلاً بعض الشيء نسبة لسؤالها، وأرجع الأمر إلى أنه لم يدع إلى تعبئة عامة، وإنما ما حدث في سوريا بالنسبة لالتحاق الشباب بالجيش كان تعبئة جزئية لتحقيق التوازن ما بين احتياجات المجتمع وحالة الحرب المستمرة منذ 6 سنوات.
وعادت الصحافية وبنفس النبرة التعنيفية لانتقاد الإعلام السوري الرسمي "حتى برامجكم التلفزيونية، عندما أشاهدها يظهر لي وكأني في بلد بوقت السلم، هناك برامج عن الرياضة والأطفال والمدارس، وعندما أشاهد ذلك أقول لنفسي "أنا في بلد أسمع فيه صوت انفجار الألغام في المدن، أرى ذلك مبالغة إن أردت أن تبث الروح الوطنية لدى الناس".
وأعطت الصحافية الأسد درساً في كيفية إدارة الأزمة إعلامياً قائلة "يجب أن تشرح لهم وتقول لهم "يا شباب نحن في حرب كبيرة"، وتابعت "لا تعجبني هذه الصورة للحياة السلمية، هذا غير موجود هنا".
من جهته أجاب بشار الأسد أنه يرى بأن "وسائل إعلامنا ليست منفصلة عن الواقع ولكنني أكرر أننا يجب أن نحافظ على التوازن".
يذكر أنه وفي نفس المقابلة ألقى الأسد باللائمة على ما يحدث في سوريا على الصراع الروسي الأميركي، كما شن هجوماً على تركيا.
وأضاف: "ما رأيناه في الأسابيع وربما الأشهر القليلة الماضية هو ما يشبه الحرب الباردة وربما أكثر. لا أدري ماذا أسميه لكنه ليس شيئاً ظهر مؤخراً، لأنني لا أعتقد أن الغرب، خاصة الولايات المتحدة، أوقفوا حربهم الباردة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي".
وأشار في ذات الوقت إلى أن تحركات القوات التركية تدخل في الشأن السوري، وبأن استعادة حلب ستكون نقطة انطلاق لدحر ما سماه الإرهاب إلى تركيا.
وأضاف الأسد أن تحركات تركيا في سوريا تمثل "غزوا وتتنافى مع القانون الدولي والأخلاق وضد سيادة سوريا".