فاز رجل بريطاني عاش مع الماعز لمدة 3 أيام بجائزة نوبل للحماقة العلمية Ig Nobel لهذا العام، ضمن العديد من الفائزين الذين توجوا بالجائزة يوم الخميس 22 أيلول/ سبتمبر بالولايات المتحدة.
وهدف الرجل الذي يدعى توماس ثويتس من تجربته هذه إلى دراسة حياة الأغنام؛ كيف تعيش وكيف ستنظر إليه بينها، وكيف سيراها؟!
وقد صمم أطرافا اصطناعية لهذا الغرض تسمح له بأن يمشي على أربع، ويرعى مع البهائم في مزرعة مفتوحة بجبال الألب.
ووثق ثويتس تجربته في كتاب بعنوان "الرجل الماعز"، موضحا أنه أخذ عطلة من الحياة البشرية لهذه الأيام الثلاثة، وذهب إلى عالم الأغنام ليرى النتيجة.
سئم من الحياة بين الناس
يذكر أن جائزة نوبل للحماقة العلمية تمنح عادة للإنجازات والمخترعات والأفكار الأكثر غرابة في البحث العلمي، والتي قد تبدو تافهة للبعض.
ويقول الفائز إن الأمر بدأ من خلال شعوره بالسأم من الحياة بين الناس، فقرر أن يذهب لجبال الألب في سويسرا ليكتشف أن بإمكانه أن يعيش بين الماعز. ويضيف موضحاً أنه لم يكن يمزح قطعاً.
وصرح للصحافيين وهو يرتدي أطرافه الصناعية، قائلاً: "إن هذه الجائزة شرف كبير له، وذلك في حفل استلامها بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة. وأضاف: "كنت أشعر بالقلق والألم من كوني بشراً، لذا قررت أن آخذ عطلة لكي أعيش حياة مختلفة."
وجرب الرجل كل شيء مع الأغنام، بما في ذلك طريقة نومها وحركتها وأكل البرسيم والعشب الأخضر، وطريقة شرابها الماء ومحاولة مخاطبتها.
تجربة شبيهة مع حيوانات مختلفة
وقد تقاسم معه الجائزة في علم الأحياء المؤلف البريطاني تشارلز فوستر، الذي دخل تجربة شبيهة مع أنواع مختلفة من الحيوانات الأخرى كالغزلان والثعالب.
وعلق فوستر الذي يعمل بجامعة أكسفورد قائلاً: "إن الإنسان في العادة لديه خمس حواس، وعادة لا يستخدم بدقة سوى حاسة الرؤية، وهذا يشوه معرفتنا لأن الإدراك البصري محدود، ونحن بهذه الطريقة لا نحصل سوى على 20% من المعلومات التي لن يكون بمقدورها أن تخرجنا عن العالم المألوف. لكن الحيوانات لديها إدراك أفضل منا إلى حد كبير، في تطوير حواسها بطريقة قد لا نفهمها."
ويؤكد أن عمله هذا يقوم على رؤية الغابات في طبيعتها، بعيدا عن الرؤية العابرة، فأن تعيش بين الحيوانات سوف يجعلك تفهم الغرائز بشكل أفضل وكيف يتكون عالم هذه الكائنات.
جائزة "تضليل الناس"
أما جائزة الكيمياء في نوبل البديلة فقد حصلت عليها شركة فولكس واجن، في تضليل الناس بشأن كمية انبعاثات التلوث في السيارات، حيث قامت بتطوير برنامج إلكتروني متطور استخدم على مدار سنوات ونجح في غرضه إلى أن تم اكتشافه ما سبب فضيحة للشركة.
وتقول لجنة جوائز نوبل البديلة للحماقة العلمية إن هدفها إثارة الضحك، ولكنها تعني الابتكار والتفكير كذلك نقد الواقع العلمي المثالي الصارم، وهي تهدف إلى تكريم الخيال وحفز اهتمام الناس في العلوم والطب والتكنولوجيا بطريقة غير روتينية.
وتوزع الجائزة في سبتمبر من كل عام في مسرح ساندرز بجامعة هارفارد، بحضور 1100 متفرج وتبث على الانترنت بحضور الفائزين.